مقمامات عديدة لأولياء وأصحاب كرامات في سلواج
لعل من أبرز الظواهر في تاريخ فلسطين أنها ظلت فترات التاريخ محط أنظار الغزاة وأطماعهم, ولهذا سكنتها مجموعات بشرية متباينة في أصولها إلى جانب سكانها العرب الأصليين الذين تواصل وجودهم منذ عهد اليبوسيين وحتى وقتنا الحاضر, ومن بين تلك الشعوب التي إستعمرت المنطقة واحتلتها لفترات طويلة أو قصيرة الأدوميون والعمونيون والعبرانيون والأشوريون والبابليون واليونان والفرس والرومان والبيزنطيون والفرنجة الصليبيون وغيرهم.
ومن اللافت للنظر أن كل مجموعة من هذه المجموعات كانت غالباً تسكن في القرى والحواضر التي قطنتها المجموعة السالفة لها, فهناك العديد من الخرب والأماكن الأثرية أثبتت الحفريات في طبقات تربتها أنها سكنت من طرف مجموعات بشرية متباينة تمثل كل منها حضارة مختلفة عن الأخرى.. ولا تخرج البلدة القديمة في سلواد والممتدة من منطقة رأس علي ( وباب الوعر) أو وسط البلد جنوباً وحتى المسجد الشمالي عن هذا الموقع, فالظاهر أن البلدة تأسست على أيدي الكنعانيين العرب القدامى الذين إنتشروا في شتى أرجاء الوطن الفلسطيني, وبنوا حضارة مميزة كان لها تأثير كبير في الحضارات اللاحقة ثم تلاهم الفرس واليونان والرومان والبيزنطيون والصليبيون فأضافوا إلى البلدة معالم وآثاراً ما زال بعضها باقياً حتى اليوم, ثم عادت البلدة بعد تحريرها إلى حضيرتها العربية بعد الفتح الإسلامي وعقب إندحار الغزاة الصليبيين, وسكن العرب الموقع ذاته الذي أسسه أجدادهم واستغلوا الأبنية التي أقامها الغزاة وأضافوا إليها.
ويمكن القول أن البلدة القديمة تشكل متحفاً فريداً للآثار لكنه للأسف لم يكتشف حتى الآن ومازالت معالمه مخبوءة في باطن الأرض مع أن هناك دلائل تشير إليه منها وجود آبار كفرية وكهوف ومغاور في الصخر تعود إلى الفترة البرونزية القديمة والمتوسطة وهي الفترة التي عاش فيها أجدادنا الكنعانيون ومنها أيضاً بقايا أقبية وسراديب وأبنية رومانية وبيزنطية وإسلامية وقد إكتشفت في أماكن عديدة من الموقع ذاته قبور ومدافن وبقايا كنيسة بيزنطية وآثار جدران وأساسات أبنية تمثل الطراز المعماري الإسلامي وفي بداية السفح الشرقي من البلدة توجد آثار لمعاصر زيتون أوعنب كانت مأهولة بالسكان منذ أقدم العصور.
ويلاحظ كل من يتفحص الأبنية المقامة في البلدة القديمة أن غالبيتها أقيم على بقايا وأساسات أبنية قديمة كما أن العديد من هذه الأبنية يمثل طرازاً معمارياً يشبه في مجمله ما كان شائعاً في فلسطين في فترة العثمانيين مع إختلاف يسير في شكل الحجر وطريقة الزخرفة والنقوش التي تزين مداخل البيوت وبعض جدرانها.. ولعلم من أقدم الأبنية التي بنيت في هذه الفترة ( مسجد التوتة ) وهو مسجد صغير الحجم كان بمثابة المصلى الوحيد لأهل القرية منذ عشرات السنين ويعبّر بناؤه عن النمط العمراني الذي كان شائعاً في فترة المماليك وبدايات العصر العثماني.
ويذكر أهالي البلدة والطاعنون في السن منهم أنه كانت في البلدة مقامات عديدة لأولياء وأصحاب كرامات ومشايخ للطرق الصوفية ولكنها تلاشت وأزيلت ولم يعد لها وجود ومن هذه المقامات:
1. مقام الشيخ عيسى: ويقع على بعد مائة متر غربي المسجد الشمالي وهو عبارة عن مغارة منقورة في الصخر أو تجويف صخري صغير تبلغ مساحته 2م * 3م وارتفاعه قرابة متر ونصف المتر, وبابه عبارة عن فتحة أو شق في الصخر يتجه غرباً, وقد ظل أهالي البلدة يزورون المقام ويضيؤون فيه الشموع ويشعلون الأسرجة حتى لحظة هدمه وإزالته أثناء توسعة الشارع المتجه إلى زيتون الشيخ, ويقال أن الشيخ عيسى من الشيوخ المتصوفين وكان يقضي كل أوقاته في العبادة أما أصله فغير معروف..
2. مقام الشيخ عقل: وهو عبارة عن زاوية صغيرة مبنية بالحجر ومقصورة بالشيد تقع إلى جوار بيت دار عقل عن بعد حوالي خمسين متراً من المسجد الشمالي ومساحته قرابة 12 م2 , والشيخ من رجال الصوفية في الفترة العثمانية المتأخرة حيث كانت الحكومة العثمانية تشجع الطرق الصوفية وتدعمها وقد أزيل المقام جراء التوسع في الشارع المجاور. وكان إلى فترة لا تزيد عن الثلاثين عاماً يضاء بالشموع والأسرجة.. وتروى عنه حكايات تدل على أنه من أرباب الكرامات.
3. مقام الشيخ عيد بن مبارك: ويوجد في منطقة رأس علي ويقال أنه عبارة عن ضريح لأحد الأولياء وقد بني فوقه بناء صغير كان يوقد بالأسرجة والشموع وتروى عن صاحب المقام روايات وحكايات تدل على أنه من أصحاب الولاية وكان الناس يزورونه ويصلون في ساحته طلباً للغيث والإستسقاء أو الحماية من الأخطاء والمكايد. والمقام غير موجود الآن فقد أزيلت معالمه وهدم ولم يعد له وجود.
4. مقام الشيخ محمد السلمان: وهو موجود في منطقة كفر عانة منذ مدة تزيد عن ثلاثمائة عام أو أكثر ومازال قائماً حتى اليوم وكان يزار حتى فترة قريبة وتضاء فيه الشموع وسنتحدث عنه في أثناء وصفنا لخربة كفر عانة.
5. مقام الشيخ سعيد: وهو عبارة عن قبر تعلوه سقيفة صغيرة لا تتجاوز مترين ويقع في الجزء الشرقي من مقبرة المحتجر. والشيخ سعيد هو من الرجال الأتقياء وكان قبره يضاء بالأسرجة والشموع حتى وقت قريب.
6. شجرة العواصير: وهي عبارة عن شجرة بلوط ضخمة كانت موجودة إلى جوار مقام صغير الحجم يقال أنه لأحد الأولياء وهو يبعد مسافة كيلو متر ونصف الكيلو متر تقريباً عن البلدة على ظهر جبل العاصور وقد إعتاد أهل البلدة على زيارة المقام والصلاة عنده للدعاء وطلب المغفرة من الله تعالى وكانت النساء تعلق خرقاً على أغصان شجرة البلوط حتى جاء الشيخ خليل عيّاد رحمه الله وحارب هذه البدعة ونجح في إبطالها.
لعل من أبرز الظواهر في تاريخ فلسطين أنها ظلت فترات التاريخ محط أنظار الغزاة وأطماعهم, ولهذا سكنتها مجموعات بشرية متباينة في أصولها إلى جانب سكانها العرب الأصليين الذين تواصل وجودهم منذ عهد اليبوسيين وحتى وقتنا الحاضر, ومن بين تلك الشعوب التي إستعمرت المنطقة واحتلتها لفترات طويلة أو قصيرة الأدوميون والعمونيون والعبرانيون والأشوريون والبابليون واليونان والفرس والرومان والبيزنطيون والفرنجة الصليبيون وغيرهم.
ومن اللافت للنظر أن كل مجموعة من هذه المجموعات كانت غالباً تسكن في القرى والحواضر التي قطنتها المجموعة السالفة لها, فهناك العديد من الخرب والأماكن الأثرية أثبتت الحفريات في طبقات تربتها أنها سكنت من طرف مجموعات بشرية متباينة تمثل كل منها حضارة مختلفة عن الأخرى.. ولا تخرج البلدة القديمة في سلواد والممتدة من منطقة رأس علي ( وباب الوعر) أو وسط البلد جنوباً وحتى المسجد الشمالي عن هذا الموقع, فالظاهر أن البلدة تأسست على أيدي الكنعانيين العرب القدامى الذين إنتشروا في شتى أرجاء الوطن الفلسطيني, وبنوا حضارة مميزة كان لها تأثير كبير في الحضارات اللاحقة ثم تلاهم الفرس واليونان والرومان والبيزنطيون والصليبيون فأضافوا إلى البلدة معالم وآثاراً ما زال بعضها باقياً حتى اليوم, ثم عادت البلدة بعد تحريرها إلى حضيرتها العربية بعد الفتح الإسلامي وعقب إندحار الغزاة الصليبيين, وسكن العرب الموقع ذاته الذي أسسه أجدادهم واستغلوا الأبنية التي أقامها الغزاة وأضافوا إليها.
ويمكن القول أن البلدة القديمة تشكل متحفاً فريداً للآثار لكنه للأسف لم يكتشف حتى الآن ومازالت معالمه مخبوءة في باطن الأرض مع أن هناك دلائل تشير إليه منها وجود آبار كفرية وكهوف ومغاور في الصخر تعود إلى الفترة البرونزية القديمة والمتوسطة وهي الفترة التي عاش فيها أجدادنا الكنعانيون ومنها أيضاً بقايا أقبية وسراديب وأبنية رومانية وبيزنطية وإسلامية وقد إكتشفت في أماكن عديدة من الموقع ذاته قبور ومدافن وبقايا كنيسة بيزنطية وآثار جدران وأساسات أبنية تمثل الطراز المعماري الإسلامي وفي بداية السفح الشرقي من البلدة توجد آثار لمعاصر زيتون أوعنب كانت مأهولة بالسكان منذ أقدم العصور.
ويلاحظ كل من يتفحص الأبنية المقامة في البلدة القديمة أن غالبيتها أقيم على بقايا وأساسات أبنية قديمة كما أن العديد من هذه الأبنية يمثل طرازاً معمارياً يشبه في مجمله ما كان شائعاً في فلسطين في فترة العثمانيين مع إختلاف يسير في شكل الحجر وطريقة الزخرفة والنقوش التي تزين مداخل البيوت وبعض جدرانها.. ولعلم من أقدم الأبنية التي بنيت في هذه الفترة ( مسجد التوتة ) وهو مسجد صغير الحجم كان بمثابة المصلى الوحيد لأهل القرية منذ عشرات السنين ويعبّر بناؤه عن النمط العمراني الذي كان شائعاً في فترة المماليك وبدايات العصر العثماني.
ويذكر أهالي البلدة والطاعنون في السن منهم أنه كانت في البلدة مقامات عديدة لأولياء وأصحاب كرامات ومشايخ للطرق الصوفية ولكنها تلاشت وأزيلت ولم يعد لها وجود ومن هذه المقامات:
1. مقام الشيخ عيسى: ويقع على بعد مائة متر غربي المسجد الشمالي وهو عبارة عن مغارة منقورة في الصخر أو تجويف صخري صغير تبلغ مساحته 2م * 3م وارتفاعه قرابة متر ونصف المتر, وبابه عبارة عن فتحة أو شق في الصخر يتجه غرباً, وقد ظل أهالي البلدة يزورون المقام ويضيؤون فيه الشموع ويشعلون الأسرجة حتى لحظة هدمه وإزالته أثناء توسعة الشارع المتجه إلى زيتون الشيخ, ويقال أن الشيخ عيسى من الشيوخ المتصوفين وكان يقضي كل أوقاته في العبادة أما أصله فغير معروف..
2. مقام الشيخ عقل: وهو عبارة عن زاوية صغيرة مبنية بالحجر ومقصورة بالشيد تقع إلى جوار بيت دار عقل عن بعد حوالي خمسين متراً من المسجد الشمالي ومساحته قرابة 12 م2 , والشيخ من رجال الصوفية في الفترة العثمانية المتأخرة حيث كانت الحكومة العثمانية تشجع الطرق الصوفية وتدعمها وقد أزيل المقام جراء التوسع في الشارع المجاور. وكان إلى فترة لا تزيد عن الثلاثين عاماً يضاء بالشموع والأسرجة.. وتروى عنه حكايات تدل على أنه من أرباب الكرامات.
3. مقام الشيخ عيد بن مبارك: ويوجد في منطقة رأس علي ويقال أنه عبارة عن ضريح لأحد الأولياء وقد بني فوقه بناء صغير كان يوقد بالأسرجة والشموع وتروى عن صاحب المقام روايات وحكايات تدل على أنه من أصحاب الولاية وكان الناس يزورونه ويصلون في ساحته طلباً للغيث والإستسقاء أو الحماية من الأخطاء والمكايد. والمقام غير موجود الآن فقد أزيلت معالمه وهدم ولم يعد له وجود.
4. مقام الشيخ محمد السلمان: وهو موجود في منطقة كفر عانة منذ مدة تزيد عن ثلاثمائة عام أو أكثر ومازال قائماً حتى اليوم وكان يزار حتى فترة قريبة وتضاء فيه الشموع وسنتحدث عنه في أثناء وصفنا لخربة كفر عانة.
5. مقام الشيخ سعيد: وهو عبارة عن قبر تعلوه سقيفة صغيرة لا تتجاوز مترين ويقع في الجزء الشرقي من مقبرة المحتجر. والشيخ سعيد هو من الرجال الأتقياء وكان قبره يضاء بالأسرجة والشموع حتى وقت قريب.
6. شجرة العواصير: وهي عبارة عن شجرة بلوط ضخمة كانت موجودة إلى جوار مقام صغير الحجم يقال أنه لأحد الأولياء وهو يبعد مسافة كيلو متر ونصف الكيلو متر تقريباً عن البلدة على ظهر جبل العاصور وقد إعتاد أهل البلدة على زيارة المقام والصلاة عنده للدعاء وطلب المغفرة من الله تعالى وكانت النساء تعلق خرقاً على أغصان شجرة البلوط حتى جاء الشيخ خليل عيّاد رحمه الله وحارب هذه البدعة ونجح في إبطالها.