الطقس
أوقات الصلاة
العملات
اتصل بنا
آخر الأخبار
  • بلدية سلواد تشارك في لقاء تعارفي مع بلديات ألمانية
  • تجهيز مختبر حاسوب في مدرسة شهداء سلواد الثانوية
  • دعوة لتكريم السيد رئيس البلدية
  • تنفيذ المرحلة الثانية من تأهيل وتعبيد المدخل الرئيسي
  • إعلان عن خصم على النفايات والمعارف
  • تعبيد الشارع الرئيسي
  • تكريم الحاج رفيق حسن باجس لتبرعه السخي
  • تعريف بمركز خدمات الجمهور
  • تركيب عبارات الشارع الرئيسي

"عراق الخاروف"..الأسطورة الميثولوجيا

تاريخ النشر : الخميس 28 ، يناير ، 2016 12:00:00 صباحاً  |   |

عراق الخاروف مشهور في بلدة سلواد بل معلم من معالمها كان يحظى بنوع من القداسة لدى الكنعانيين القدماء فشكل الصخرة مستطيل من الشمال للجنوب شبه هرمي على سطحه صخرتان متقابلتان من الجنوب للشمال , وجدت بالجهة الشرقية منه بقايا معبد كانت تقدم به القرابين البشرية والحيوانية وفي الأربعينات اكتشف عقود وآبار وأبنية سويت بالأرض من قبل أصحاب الملك كما وجدت فسيفسات وأدوات فخارية وغيرها .

وقيل وما أكثر مايقال أن شيخاً مغربياً استخرج كنزاً من إعلى قمة في الصخرة وقيل أن رصد الكنز (جنّيّ) كان يظهر على شكل خاروف في الليالي المقمرة وما أسرع ما يتلاشى ويختفي وقيل أن البعض يخيل إليهم ويتراءى أن العراق مجسم لخاروف رأسه في الجنوب وإليته في الشمال ووجدت بالجهة الجنوبية الغربية منه مغارات ومدافن حتى قمة جبل رأس علي ومنحدراته الجنوبية والغربية عثر عليها من قبل هواة الآثار من أهالي سلواد تعود محتوياتها للألف الثالث قبل الميلاد وكانت تنفجر ينابيع في بداية الشتاء وتبقى لأواخر الربيع على بعد عشرات الأمتار منه جنوباً وكنا نسميها نبّاعات، ويظهر أنها تلاشت بفعل عوامل طبيعية والتعرية تحت طبقات التربة .

وفي مقابلة مع الحاج إدريس أحد المعمرين في البلدة قال أن إمرأة من دار غانم فُتح باب بعراق الخاروف أمامها فجأة فدخلت مغارة وشاهدت في سقفها سيفاً معلقاً فأخذته وخرجت من الباب بسرعة ولكن الباب أقفل فجأة أثناء خروجها وعلق بعض ثيابها بين ثنايا الباب الصخري.

فقصت ثوبها بالسيف وهربت ويقول الحاج إدريس كان أهل البلد يسمونه عقفة دار غانم يستعيره أهل العرس ليتمنطق به العريس وأهل العروس أحياناً وفي مناسبات كثيرة أخرى .

أما توفيق حسين عياد أبو إسماعيل فيؤكد قضية المرأة والسيف ولكنه يقول أن الباب أمسك بساقها وقطعت وليس بثوبها . ويستطرد أبو إسماعيل قائلاً أن دار الحاج شحادة وجدوا جراراً من التبر فخلطوه بالبناء وكان الطين يلمع لعدم معرفتهم أنه (تبر) ولكنهم عرفوا بالمدة الأخيرة وكانوا يبيعون التبر للدير في بيت لحم.

أما الشيخ عبد الحي عياد فيقول إن العقفة حقيقية وإنها إختفت بالمدة الأخيرة، وكذلك أيد كثير من وجهاء أهل سلواد مثل السيد قاسم (أبو القاسم) وكذلك الحاج ( إعمر) عبد الرحمن عياد ومحمد صقر والحاج محمد فرج من كبار السن والمعمرين في البلدة .

وبما أن استنطاق التاريخ مهمة ليست بسهلة إلا أن قراءة لبعض المصادر لكتاب ومؤرخين وعلماء آثار أكاديميين تعطي مؤشرات يتمكن الكاتب من أن يبني عليها الفرضيات بالإضافة لما حوته الحفريات لاستنباط خفايا الماضي من تاريخ العالم القديم وبعد دراسة لما كتبه مصطفى مراد الدباغ: إذ يقول ( قدم الكنعانيون إلى أراضي الشام من الجزيرة العربية وانقسموا لقسمين ، الفنيقيين في الساحل السوري حتى جبل الكرمل وكنعانيي فلسطين الذين اشتغلوا بالزراعة والذين كانوا وثنيين ، عبدوا الشمس والهها ( بعل ) والقمر والهه (عشتروت) والزهراء والهها ( العزى) وبالإضافة لعبادة الكواكب والنجوم اعتقدوا بحلول الآلهة بالحيوانات كالخاروف والعجل والقط والكلب والأفعى والتمساح.

عودٌ على ذي بدء للميثولوجيا الخرافة أو الخُرّيفة بناء على ماذكر ومن منطلق الفرضية فعراق الخاروف اتجاهاته من الشمال إلى الجنوب وكأنه بوصلة اتجاه للنجم القطبي فلك الجدي وتوابعه بنات نعش السبع نجوم الكبرى ثم الصغرى باتجاه الشمال وأمامه في أقصى الجنوب نجم سهيل, مصداقاً لقوله تعالى : ( وعلامات وبالنجم هم يهتدون ) النحل آية (16) فإن الكنعانيين ومن منطلق علمي ودراية بعلم الفلك والجغرافيا الرياضية فقد عملوا من الصخرة المجسم الذي يشبه الخاروف لمعرفة الإتجاهات وإنهم رصدوا النجوم وعرفوا الشمال القطبي قبل أن يعرفه الغرب ويسموه الشمال الحقيقي أو المغناطيسي ويتخذون من بلدة غرينتش في بريطانيا بداية للتقسيمات الهندسية لخطوط الطول أوالعرض للكرة الأرضية ومن الأساطير الزهراء تلك المرأة الحسناء التي التقاها الملكان هاروت وماروت ، بعد نزولها من السماء فارتكبا معها الخطيئة الفاحشة فصعدت للسماء ولم يستطيعا اللحاق بها وبقيا معلقين بين السماء والأرض ويسميها العرب نجمة الصبح ويخاطبها أهل سلواد في المناسبات والأعراس.

يا نجمة الصبح يللي سريتي                  إحنا سرحنا وانتي لفيتي

أي أنهم وقبل ظهورها من الأفق شرقاً قبيل الفجر كانوا يسبقونها طلباً للرزق بالذهاب مبكرين للمدن لبيع محاصيلهم الزراعية أو للعمل في أراضيهم التي إرتبطوا بها وجذّروا انتماءهم لتراب الوطن والتمسك به.

أما سهيل فهو نجم فلك أحبته نجمة تاهت عنه واختفت وهي تفتش عنه حتى وصلت لعنان السماء بالمجرة وبكته كثيراً حتى غمصت وإختفت وسميت ( الغميصاء) وفي مسارات سهيل وهو يفتش عن غميصاء يختفي طول العام ويظهر في تشارين أو أواخر القيظ باتجاه اليمن بالجنوب، وتقول عنه عرب البادية:

(إذا ظهر سهيل لا تأمن السيل ).

وكانوا في سلواد يسمون الشتاء إذا حدث بأيام التين (شتوة المصاطيح) . أما اليهود في السبي البابلي فقد استغلوا التوقيت وإبتكروا عيداً سموه عيد العُرش ليناسب الشتاء المحتمل بالخريف ليدعوا للسذج من اليهود أن الله راض عنهم إذا نزل الشتاء والله سبحانه وتعالى لن يرضى عن قاتلي الأنبياء أعداء الإسلام والإنسانية بقوله تعالى جل من قائل:

( وإن تأذن ربك ليبعثن عليهم يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب وإن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم ) الأعراف (167).

وبعد فإن بعض ما ورد في هذه المقالة لا يعدو كونه من الأساطير التي حبكت على مر العصور وتداولتها الذاكرة الشعبية جيلاً بعد جيل وربما كان بعضها قابلاً للتساؤل والبعض الآخر صحيح ولكن ذلك لا يقلل من قيمة عراق الخاروف الذي بقي رمزاً تحيطه ظلال كثيفة من الغموض الذي اختزنتها ذاكرة هذه البلدة من الأساطير ..  


 
جميع الحقوق محفوظة لبلدية سلواد
www.silwad.org
info@silwad.org
00972-2-2890004
00972-599553384
Designed By Site Trip